بيئة طاردة تلك التي ينسحب منها السعوديون سريعاً في وظائف القطاع الخاص، هاربين من ضغوط نفسية كبيرة تمارس عليهم في ظل التوظيف الفارغ من الأهداف المهنية، والذي لا يتعدى أقصى أهدافه تحسين سجل المنشأة في موضوع التوطين.
وحسب سعوديين فشلوا في استمرار عملهم في القطاع الخاص، فإن الإدارات غير السعودية تمثل أحد أهم عوامل الضغط التي واجهوها في القطاع الخاص، الأمر الذي يثير أهمية معالجة المشكلة التي طالما أقصت مواطنين من أعمالهم في الشركات والمؤسسات العاملة في قطاع الأعمال.
وفي ظل التوجهات الحكومية المرتقبة لتوطين وظائف قطاعات مختلفة في المستقبل القريب، نادى مختصون بأهمية توطين جميع الوظائف القيادية بغية خلق بيئة عمل يمكن للسعوديين التعايش معها والعمل في ظلها، وقال هشام محمد الربيعان – خبير الموارد البشرية -: إن توطين القيادات اليوم بات أمراً ملحاً في ظل توفر سعوديين حملة شهادات عليا وفي تخصصات مختلفة من المبتعثين العائدين إلى البلاد، وكذلك من خريجي الجامعات السعودية، وأشار الربيعان: إلى أن توطين الوظائف القيادية يخلق بيئة تمكن السعوديين من العمل دون التعرض للضغوط بغية إقصائهم، مؤكداً على أن تلك الضغوط التي يعاني منها الشباب في المنشآت الصغيرة والمتوسطة أكبر من قدرتهم على التحمل، ودعا وزارة العمل إلى حصر الوظائف القيادية والمؤثرة على المواطنين، مشدداً على توفر الكوادر السعودية المؤهلة التي تحمل شهادات عليا في أغلب التخصصات التي يحتاجها القطاع الخاص.
وأكد أن القادة السعوديين هم الأقدر على فهم طبيعة وتوجهات الموظفين السعوديين، وقد يكونوا الأكثر حرصاً على نجاح أولئك الشبان العاملين تحت إدارتهم، مما يساهم في خلق بيئة عمل جيدة، يمكن للعاملين السعوديين تحقيق الاستقرار والنجاح خلالها.
وامتدح الربيعان الكوادر السعودية المؤهلة التي يمكن للقطاع الخاص استقطابهم، مبيناً أن الجيل الحالي من السعوديين مسلح بالشهادات العليا والمهارات واللغات مما يضعف حجج الشركات التي تعزف عن توظيف المواطنين السعوديين.
المصدر / جريدة الرياض